بعد الفيضانات والعواصف.. تسرب مياه الصرف الصحي إلى الأنهار والبحار في إنجلترا
بعد الفيضانات والعواصف.. تسرب مياه الصرف الصحي إلى الأنهار والبحار في إنجلترا
أظهرت أرقام أن الفيضانات الناجمة عن العواصف أدت إلى تسرب مياه الصرف الصحي إلى الأنهار والبحار بمختلف أنحاء إنجلترا، لأكثر من 3.6 مليون ساعة، في عام 2023، أي أكثر من ضعف العام السابق.
وتكشف بيانات وكالة البيئة حدوث 464 ألفا و56 تسربا، في عام 2023، بارتفاع 54%، من 301 ألف و91 في عام 2022 وهو ما قالت الوكالة إنه يرجع جزئيا إلى أن إنجلترا شهدت أكثر هطول للأمطار، للعام السادس على الإطلاق، جراء التغيرات المناخية حسب وكالة "بي.إيه.ميديا" البريطانية.
وتشير الأرقام إلى أن مدة تسرب مياه الصرف الصحي، تضاعفت من مليون و754 ألفا و921 ساعة في عام 2022، إلى 3 ملايين و606 آلاف و170 ساعة، في عام 2023.
كما ارتفع تواتر ومدة التسرب أيضًا على مستويات عام 2020 الذي شهد كميات مماثلة من الأمطار.
قضية التغيرات المناخية
شهدت الأرض مؤخرا مجموعة من الظواهر المناخية الشديدة التطرف، مثل الفيضانات وموجات الحر والجفاف الشديد وارتفاع نسبة التصحر، والأعاصير، وحرائق الغابات، كل هذا بسبب ارتفاع درجة حرارة الكرة الأرضية بنحو 1.1 درجة مئوية منذ بداية عصر الصناعة، ويتوقع أن تستمر درجات الحرارة في الارتفاع ما لم تعمل الحكومات على مستوى العالم من أجل خفض شديد للانبعاثات والملوثات.
وتحذر الدراسات العالمية من ظاهرة التغير المناخي وارتفاع درجة حرارة الكوكب، لما لها من تأثير مباشر على هطول الأمطار الغزيرة والسيول والفيضانات والجفاف والأعاصير والتصحر وانتشار الأوبئة والأمراض وكذلك على الحياة البرية وحركة الهجرة والأنشطة البشرية.
وأكد خبراء في مجال البيئة خطورة حرائق الغابات والتي يترتب عليها فقدان أكبر مصنع لإنتاج الأكسجين بالعالم مقابل ارتفاع نسبة ثاني أكسيد الكربون، ما ينذر بتصاعد ظاهرة الاحتباس الحراري.
اتفاق تاريخي
وفي ديسمبر 2023، تبنت دول العالم بالتوافق أول اتفاق تاريخي بشأن المناخ يدعو إلى "التحوّل" باتجاه التخلي تدريجيا عن الوقود الأحفوري -بما يشمل الفحم والنفط والغاز- الذي يعد مسؤولاً عن الاحترار العالمي والتحول نحو مصادر الطاقة المتجددة.
وأقر النص المنبثق من مفاوضات مطولة وصل خلالها المفاوضون الليل بالنهار في إطار مؤتمر الأمم المتحدة المعني بتغير المناخ (كوب 28) الذي عقد في دبي بالإمارات، بالتوافق ومن دون أي اعتراض من بين نحو مئتي دولة حاضرة في الجلسة الختامية للمؤتمر.
ودعا النص الذي تفاوض المندوبون الإماراتيون على كل كلمة فيه، إلى "التحوّل بعيدًا عن استخدام الوقود الأحفوري في أنظمة الطاقة، بطريقة عادلة ومنظمة ومنصفة، من خلال تسريع العمل في هذا العقد الحاسم من أجل تحقيق الحياد الكربوني في عام 2050 تماشيًا مع ما يوصي به العلم".